السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقدمة

سورة الإخلاص واحدة من السور المكية العظيمة التي تحمل معاني التوحيد الخالص لله تعالى. تتألف من أربع آيات قصيرة لكنها تحتوي على معانٍ عميقة تبين صفات الله عز وجل وتنفي عنه الشريك والمثيل. في هذا المقال، سنتناول سبب نزولها، فضلها، ودلالاتها العظيمة التي جعلتها تعدل ثلث القرآن الكريم.

سبب نزول سورة الإخلاص

ورد في سبب نزول سورة الإخلاص {أن المشركين قالوا: لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن صفة ربك ما هو؟ ومن أي شيء هو؟ فأنزل الله هذه السورة}. فجاءت السورة ردًا على تساؤلهم لتوضيح صفات الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى:

﴿قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَم يَلِد وَلَم يولَد (٣) وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾ [الإخلاص: ١-٤].

معاني الآيات باختصار:

  • قل هو الله أحد: أي قل لمن سألك يا نبينا عن ربك هو الله أحد.
  • الله الصمد: أي الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له، الصمد: السيد الذي يصمد إليه. في الحوائج. فهو المقصود في قضاء الحوائج على الدوام.
  • لم يلد: أي لا يفنى إذ لا شيء يلد إلا وهو فانٍ بائدٌ لا مَحالة.
  • ولم يولد: أي ليس بمحدث بأن لم يكن فكان فهو كائن أولا وأبدا.
  • ولم يكن له كفوا أحد: أي لم يكن أحد شبيه له أو مثيل إذ ليس كمثله شيء.

فضل سورة الإخلاص في السنة النبوية

1. سورة تعدل ثلث القرآن:

سورة الإخلاص لها فضل عظيم في الإسلام، فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي توضح مكانتها، ومن أبرزها:

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

–  أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ..

المحدث: مسلم

 المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 811

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

تعد سورة الإخلاص مساوية لثلث القرآن الكريم لما تحمله من معاني التوحيد التي تمثل جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية.

2. سورة تصف الله الرحمن:

عن عائشة رضي الله عنها – أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وَكانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ، فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذلكَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأَيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فأنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ..

المحدث: مسلم

المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 813

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

نستفيد من هذا الحديث أن قراءة سورة الإخلاص تعبر عن حب المسلم لصفات الله وان يستحضر ذالك في قلبه، وهو ما يؤدي إلى محبة الله لعبده.

الدروس المستفادة من سورة الإخلاص 

      1.         التوحيد الخالص لله تعالى: السورة تؤكد وحدانية الله وتنفي الشبيه والنظير.

      2.         الاعتماد على الله الصمد: الله سبحانه وتعالى هو الملجأ في كل الحوائج والمصائب.

      3.         التربية على الإخلاص: تعلمنا السورة أهمية إخلاص العمل لله وحده بلا رياء وان نربي أبنائنا على التوحيد.

الخاتمة

سورة الإخلاص من أعظم سور القرآن الكريم لما تحمله من معانٍ عميقة تؤصل عقيدة التوحيد الخالص. قراءتها بتدبر وفهم معانيها يقود إلى ترسيخ الإيمان في القلوب، ولها فضل كبير في الأجر، حيث تعادل ثلث القرآن. فلنحرص على قراءتها وتدبرها لتكون جزءًا من عبادتنا اليومية وضرورة تعليمها لابنائنا وإنشائهم عليها وتعليمهم معانيها لكي يكونوا قريبين من ربهم ومها تعليمهم أسماء الله الحسنى.