مقدمة عن الدين الإسلامي
الدين الإسلامي هو نظام شامل للحياة يتسم بالوحدة والتوجيه، مستندًا إلى تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يتمحور هذا الدين حول مفهوم التوحيد، حيث يؤمن المسلمون بوجود إله واحد لا شريك له، ويعتبر ذلك جوهر العقيدة الإسلامية. الإسلام يعني الخضوع التام لله تعالى، وهو ما ينعكس في العبادات والسلوكيات اليومية للمسلمين.
تعتبر أركان الإسلام الخمسة أساسًا للتعاليم الإسلامية، حيث تُحدد السلوكيات والأعمال الأساسية التي ينبغي على المسلمين الالتزام بها. هذه الأركان هي: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج. يُعتبر كل ركن من هذه الأركان تعبيرًا عن إيمان الفرد وعلاقته بالله، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من الحياة الروحية والاجتماعية للمسلمين. إن الالتزام بتلك الأركان يُعيد تأكيد الهوية الإسلامية ويعزز الروابط داخل المجتمعات.
تاريخ الدين الإسلامي يمتد لأكثر من 1446 سنة، وقد أسس تأثيرًا عالميًا عميقًا من خلال تعاليمه ومبادئه. يقدم الحديث الشريف، الذي يُعتبر مصدرًا رئيسيًا للتعاليم الدينية، توجيهات قيمة حول كيفية الابتعاد عن الشر واتباع الفضيلة. تشمل هذه التعاليم كل جوانب الحياة، من العبادات إلى العلاقات الإنسانية، مما يعكس أهمية الحديث النبوي في توجيه المسلمين لها. الإسلام دين ثري بالتعاليم والأخلاق التي تهدف إلى تحقيق السلام والعدل بين الأفراد والمجتمعات.
حديث “بني الإسلام على خمس”
يُعتبر هذا الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز أساسيات الدين الإسلامي. رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.”. هذا الحديث يظهر كيفية بناء الإسلام على خمسة أركان أساسية، تُعتبر الضرورة لكل مسلم، وقد ورد في صحيح البخاري (الكتاب 2، الحديث 8) وصحيح مسلم (الكتاب 1، الحديث 16).
تشدد هذه الأركان – الشهادة، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج – على أهمية الإيمان والتطبيق العملي لهذه الشعائر. على سبيل المثال، الشهادة تُعتبر الركن الأول، وهي تعكس إيمان المسلم بوحدانية الله ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بينما تعتبر الصلاة الرابط الروحي اليومي بين العبد وربه، حيث تُمثل التواصل والعبادة.
أما الزكاة فهي تعكس روح العطاء ومساعدة المحتاجين، مما يعزز من قيمة التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي. ويأتي صوم رمضان كشهر للعبادة والتقرب إلى الله، حيث يتعلم المسلمون الصبر والانضباط. ثم يأتي الحج، الركن الخامس، الذي يتطلب من كل مسلم قادر على أدائه أن يسافر إلى مكة في فترة معينة من السنة، متجليًا في ذلك روح الوحدة بين المسلمين من جميع أنحاء العالم.
بهذا، يمثل الحديث ملخصًا وشرحًا لأركان الإسلام، مما يوفر إطارًا متكاملًا للفهم والتطبيق. تعد هذه الأركان ليست مجرد شعائر ولكنها أسلوب حياة يجب على كل المسلمين أن يلتزموا بها لتعزيز إيمانهم وعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى.
الركن الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
تعتبر شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، الركن الأول من أركان الإسلام، وهي تمثل نقاء العقيدة الإسلامية. هذه الشهادة تعكس التوحيد الخالص، مما يعني أن الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له في الملك والعبادة. إن الإيمان بهذه العقيدة يعد أساسًا راسخًا لكل مسلم، إذ يؤكد على عبوديته لله وحده وعلى كمال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بُعث رحمة للعالمين. في الحديث الشريف، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن كان آخِرُ كلامِهِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخَلَ الجنَّةَ”، مما يبرز أهمية هذه الشهادة في تحقيق النجاة يوم القيامة.
إن معنى الشهادة عميق، إذ يقتضي منا أن نؤمن بوجود الله ووحدانيته كذلك بالتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الإيمان ليس مجرد كلمات تقال، بل هو اعتقاد راسخ يمس سلوك المسلم وأفعاله في حياته اليومية. فعندما يؤمن الفرد بأن لا إله إلا الله، فإنه يعلم يقينًا انه لا يوجد إلاه يعبده إلا الله تعالى فهو الواحد الأحد الفرد الصمد وإنه يدرك أهمية الالتزام بتعاليم الدين وبناء حياته على أسس قوية تعتمد على الحق والتوحيد.
وعلى المسلم أن يحذر من الشرك، أي أن يربط بين الله وآلهة أخرى أو يعبد غيره، فإن الشرك يعتبر من أكبر الذنوب وأخطرها قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرىٰ إِثمًا عَظيمًا﴾ [النساء: 48] يتوجب على المؤمن أن يرسخ في نفسه مفهوم التوحيد الحقيقي وأن يسعى إلى إبعاد مظاهر الشرك عن حياته. يجب علينا تجنب العادات والممارسات التي قد تتعارض مع هذا الركن، بحيث أن الشهادة تُعتبر أساس الإيمان وتُؤكد على ضرورة توجيه العبادة لله وحده.
الركن الثاني: إقامة الصلاة
تُعد الصلاة من أهم أركان الإسلام، كما جاء في الحديث الشريف . إن إقامة الصلاة ليست مجرد فريضة دينية، بل هي وسيلة للتواصل الروحي والاجتماعي، حيث تعمل على تقوية العلاقة بين العبد وربه قال تعالى ﴿حٰفِظوا عَلَى الصَّلَوٰتِ وَالصَّلوٰةِ الوُسطىٰ وَقوموا لِلَّهِ قٰنِتينَ﴾ [البقرة: 238] . تُفرض الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم، وهي تتوزع على الأوقات المختلفة، مما يساهم في تنظيم حياتهم اليومية ويشجعهم على الالتزام والعبادة.
تُقسم أوقات الصلاة إلى خمس فترات، تتضمن الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء. كل صلاة تؤدي دورًا فريدًا في تعزيز الإيمان والروحانية لدى المسلم. تُعتبر صلاة الفجر مهمة، إذ تبدأ يوم الإنسان وتمنحه النشاط قال تعالى ﴿أَقِمِ الصَّلوٰةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلىٰ غَسَقِ الَّيلِ وَقُرءانَ الفَجرِ إِنَّ قُرءانَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ [الإسراء: 78]. بينما صلاة الظهر تعطي فرصة للتأمل وسط مشاغل الحياة. من جهة أخرى، تساعد صلاة العصر على استجماع القوة لمواجهة بقية اليوم. أما صلاة المغرب، فتمنح فرصة لشكر الله على نعمة يوم كامل، في حين أنها صلاة العشاء تُعد وقتًا للتأمل والهدوء قبل النوم.
يجب على المسلم أن يُحافظ على أداء الصلوات الخمس جماعة في المساجد، خاصة صلاة الجمعة، إذ تُعتبر تجسيدًا للتلاحم بين أفراد المجتمع. بالإضافة إلى الفوائد الروحية، تعزز الصلاة الروابط الاجتماعية، حيث يتجمع الناس للصلاة معًا ما يُعزز العلاقات الاجتماعية ويوحد صفوف الأمة. إن التذكير بأهمية الصلاة في حديث نبوي واضح يعكس دورها الحيوي في حياة المسلم، مما يجعلها ركنًا لا يُمكن الاستغناء عنه في بناء الشخصية الإسلامية السليمة. الصلاة ليست مجرد فريضة بل هي محور الحياة اليومية الذي يرتبط بإيمان الفرد.
الركن الثالث: إيتاء الزكاة
تعتبر الزكاة أحد أركان الإسلام الأساسية، حيث يُعَدُّ إيتاؤها مفهومًا عميقًا في الدين الإسلامي. يشير الحديث إلى أهمية الزكاة كضرورة دينية ومجتمعية تعكس تكافل الأفراد ورعايتهم لبعضهم البعض. الزكاة هي فرض مالي يُستحق على المسلم الذي يمتلك نصابًا معينًا من المال، وتُحسب بنسبة 2.5% من الثروة المدخرة بعد عام هجري المدخر والذي بلغ النصاب وهو يساعد في تطهير المال وزيادة بركته.
تأتي أهمية الزكاة من دورها في تقليل الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية. عندما يُدفع المال للفقير أو المحتاج، فإنه لا يعزز فقط من قوتهم المعنوية، بل يعمل أيضًا على رفع مستوى المعيشة في المجتمع. عن جرير بن عبدالله قال: “بَايَعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والسَّمْعِ والطَّاعَةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.” المصدر : صحيح البخاري رقم 2157. وهذا دليل على أهمية الزكاة، مما يدل على قيمة الزكاة في الحياة اليومية.
حسب الشريعة الإسلامية، تُقدم الزكاة للفئات المستحقة مثل الفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، المؤلفة قلوبهم ، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل. كل هذه الفئات تحتاج إلى الدعم والرحمة، مما يجعل الزكاة وسيلة مهمة في تحقيق التضامن الاجتماعي. تسهم الزكاة في تطوير الاقتصاد المحلي وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، حيث تُسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية عن الأسر المحتاجة.
لذلك، يمكن القول إن الزكاة ليست مجرد عمل رمزي بل هي واجب ديني وتشمل تأثيرات إيجابية تستفيد منها الأمة ككل. هذه المبدأ يذكرنا بجوهر الدين الأسلامي وأهمية التعاون والتكافل في المجتمع. إنها دعوة للمسلمين ليس فقط للإخلاص في أداء الفروض، بل لتعزيز الانتماء والمشاركة في بناء مجتمع متماسك وقوي. في النهاية يعد إيتاء الزكاة تجسيدًا لمبادئ الرحمة والعطاء في الإسلام.
الركن الرابع: صوم رمضان
يعتبر الصوم ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، وهو يُعرف بامتناع المسلم عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس. يتجلى هذا الركن في شهر رمضان الشريف. يجسد الصيام أهمية كبيرة تتمثل في تعزيز الروحانية، حيث يشجع المسلم على التقرب من الله سبحانه وتعالى من خلال العبادة والامتثال لأمر الله تعالى بالامتناع عن الأكل والشرب.
الصوم ليس مجرد امتناع عن المأكولات والمشروبات، بل هو أيضًا وسيلة لتنمية حس الإخلاص والنية الصادقة. يتجسد هذا في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ.)للصِّيامِ فضائِلُ عَظيمةٌ، وكَرامةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غَيرِهم وأنْفَرِدُ الله بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِ الصائم، وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ، إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ. كما أن الصيام يقدم فوائد عديدة للصحة الجسدية، مثل تحسين عملية الأيض، وتعزيز نظام المناعة، والمساعدة في التحكم في الوزن.
شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لتنمية العلاقات الإجتماعية وتعزيز الروابط الأسرية. خلال هذا الشهر الفضيل، تجتمع الأسره المسلمه لتناول الإفطار والسحور، مما يعزز من قيم الإخاء والمودة. فضلاً عن ذلك، يساهم الصيام في تعزيز معاني الشكر والامتنان للنعم التي أنعم الله بها علينا، حيث يدفع المسلم للتفكير في معاناة الآخرين الذين يعانون من الفقر والجوع.
تتجلى أهمية هذا الركن الرابع من أركان الإسلام في تنمية الوعي وسط المجتمعات، إذ يعمل على رفع مستوى التفاهم بين الأفراد وتعزيز مبدأ التعاون. يجسد الصيام في الإسلام دعوة للتغيير الإيجابي على جميع الأصعدة، سواء كانت روحانية أو جسدية أو اجتماعية، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في حياة المسلم اليومية. في الشهر الفضيل، يحصل المسلم على فرصة لتجديد إيمانه وتعميق علاقته مع الله من خلال هذه العبادة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الإسلام.
الركن الخامس: حج البيت
يعتبر الحج إلى بيت الله الحرام من الأركان الأساسية في الدين الإسلامي، حيث يُعَدُّ الركن الخامس من أركان الإسلام. وقد فرض الله عز وجل فريضة الحج على كل مسلم بالغ صحيح الجسم، مرة واحدة في العمر، وذلك وفقًا للآية القرآنية التي تقول: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ” (الحج: 27). وجوب الحج في الإسلام يأتي مع مجموعة من الشروط والمحددات التي ينبغي على المسلم مراعاتها، مثل الاستطاعة المالية والجسدية.
تعتبر شعائر الحج حدثًا عظيمًا يحمل في طياته العديد من المعاني الروحية والاجتماعية. فمن ناحية روحية، يشكل الحج فرصة للتقرب إلى الله، حيث يجتمع المسلمون من مختلف أنحاء العالم، متحدين من أجل عبادة الله في مكان واحد. تساهم هذه التجربة الجامعة في تعزيز الروابط بين المسلمين وتعميق روح الإخوة والتآزر فيما بينهم، مما ينعكس بشكل إيجابي على المجتمعات الإسلامية.
وقد وقت النبي صلى الله عليه وسلم مواقيت يبدا بها الحج والعمره عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، فَهُنَّ لهنَّ ولِمَن أتَى عليهنَّ، مِن غيرِ أهْلِهِنَّ مِمَّنْ كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمِنْ أهْلِهِ حتَّى إنَّ أهْلَ مَكَّةَ يُهِلُّونَ منها.) المصدر صحيح البخاري رقم 1530.
أما من الناحية الاجتماعية، فإن الحج يُعتبر مناسبة هامة لتبادل الثقافات والخبرات بين المسلمين من مختلف الجنسيات، مما يسهم في نشر قيم التسامح والاحترام المتبادل. كما أن الأمور التنظيمية المرتبطة بالحج، مثل الحفاظ على صحة الحجاج وتوفير الراحة لهم، تظهر جانبًا آخر من جوانب تأثير هذا الركن في الدين الإسلامي. إنه من المهم أن نفهم أن الحج لا يقتصر فقط على أداء بعض الشعائر، بل يمتد ليؤثر في سلوكيات المسلم وتفاعلاته مع الآخرين بعد انتهاء هذه الفريضة.
الترابط بين أركان الإسلام
تشكل أركان الإسلام الخمسة الأساس الذي يُبنى عليه الدين الإسلامي، وهي: الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم، وحج البيت لمن استطاع عليه سبيلا. تجسد هذه الأركان معاني عميقة تعكس استقامة حياة المسلم وترابطه بهويته الدينية. فعلى سبيل المثال، يُعتبر أداء الشهادة على وحدانية الله و على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم المدخل الأساسي لممارسة الدين، مما يؤكد التزام المسلم بمعايير الإيمان. ويأتي بعد ذلك الصلاة، والتي تُعَدّ الوسيلة المباشرة للتواصل مع الله، من خلال أداء الفرائض اليومية التي تُشعر المسلم بارتباطه الروحي.
علاوة على ذلك، تُعزز الزكاة من روح التعاون والتكافل الاجتماعي فتساعد في تقليص الفجوات الاقتصادية وتعكس مبدأ العطاء. إن دفع الزكاة يُشعر المسلم بمعاني الرحمة والعدالة من خلال المشاركة في تحسين أحوال الفقراء والمحتاجين. أما الصوم، فهو ممارسة تُعزز التقوى وتُذكّر المسلم بأهمية ضبط النفس. يُساهم الصوم في تنمية الوعي الذاتي ويُزيد من قدرة الشخص على الصبر والتحمل.
حج البيت، وهو الركن الخامس، يُمثل قمة التعبد في الإسلام، حيث يجتمع المسلمون من جميع أنحاء العالم ليمارسوا شعائرهم بحماس وتفانٍ. يُعزز هذا التجمع من شعور الأخوة والتلاحم بين المسلمين، مما يساهم في تعزيز الهوية الإسلامية. وبالتالي، فإن كل ركن من أركان الإسلام يُكمل الآخر، مما يحقق توازنًا في حياة المسلم، ويُشجعه على الالتزام بقيم الدين السامية، مثل الإخلاص، والعدل، والتهادي في سلوكياته اليومية. هذه الأركان تمثل جوهر الإسلام وتؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه الدين في تشكيل هوية المسلمين. في الختام، تلعب هذه الأركان دورًا حاسمًا في تحقيق التكامل الروحي والمادي في حياة المسلم.
أهمية فهم أركان الإسلام
يمثل فهم أركان الإسلام عنصراً أساسياً في حياة المسلم، إذ يسهم في تعزيز إيمانه وتوجيه سلوكياته اليومية. يعد الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز هذه الأركان، والتي تشمل الشهادة، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج. من خلال فهم هذه المكونات العميقة، يتمكن المسلم من إدراك معانيها الروحية وأثرها النفسي والاجتماعي.
ينبغي على المسلمين أن يستوعبوا معاني كل ركن من هذه الأركان، حيث أن كل ركن يحتوي على معانٍ وأبعاد عميقة. على سبيل المثال، الشهادة تعكس التوحيد، وتعتبر الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي. بينما تعكس الصلاة اتصال المسلم بالله، وتعد وسيلة للتوبة والتقرب إلى الله. من خلال ممارسة الأركان بوعي، يتحقق الانضباط النفسي والتوازن الروحي.
كما أن تعزيز الوعي بأهمية هذه الأركان يعزز القيم الإسلامية الكبرى، مثل الصدق، الرحمة، والتسامح. إن التطبيق العملي لهذه الأركان في الحياة اليومية يساعد المسلمين على تطوير يسرا في سلوكياتهم وتعاملاتهم مع الآخرين. فهم الحديث نبوي يتطلب سعيًا جادًا من المسلم، ليصبح مصدر إلهام ورشد في مسيرته الحياتية.
يجب أن يُنظر إلى الفهم العميق لأركان الإسلام كعملية مستمرة تؤثر على حياة المسلم من جميع الجهات. إذ يسهم هذا الفهم في تأسيس مجتمع قائم على القيم الإسلامية، ويعزز التلاحم بين أفراد المجتمع. في الختام، يمكن القول إن اكتساب معرفة موسعة يمثل خطوة حيوية نحو تعزيز الهوية الإسلامية والفهم الصحيح للدين.
خاتمة
يعد الحديث “من الأحاديث النبوية المهمة في الدين الإسلامي الذي يشرح الأركان الخمسة التي يقوم عليها هذا الدين العظيم. يشمل الحديث الشهادتين، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، مما يدل على الأسس التي من خلالها يمكن للمسلمين أن يعيشوا حياتهم وفق تعاليم الإسلام. كل ركن من هذه الأركان له دور بارز في توجيه سلوك المسلم وتفاعله مع مجتمعه والعالم من حوله.
عند النظر في هذا الحديث الشريف، يتضح كيف أن هذه الأركان تشكل إطارًا متكاملًا يُعزز علاقة الفرد بالله عز وجل، ويعزز معنى الجماعة والتضامن بين المسلمين. فالصلاة، على سبيل المثال، تُعتبر صلة وثيقة بين العبد وربه، بينما الزكاة تعكس المبدأ الأساسي للعدل والكرم الاجتماعي في الإسلام. أما الصوم، فهو عامل في تعزيز التقوى والصبر، والحج يُظهر وحدة الأمة الإسلامية. وبالتالي، يمثل كل ركن من هذه الأركان دعوة للمسلمين للتفكر في معاني الإسلام وأهمية تطبيقها في حياتهم اليومية.
ندعوك أيه القارئ بعد أن أستعرضنا مبادئ هذا الحديث إلى التفكير العميق في كيفية تجسيد هذه الأركان في سلوكياتك اليومية وأفعالك. اترك اجابة هذه الاسئله في التعليقات – كيف يمكن للصلاة أن تكون ملاذًا للروح في أوقات الشدائد؟ – وكيف يمكن للزكاة أن تُسهم في تخفيف معاناة الآخرين؟ من خلال إدراكنا لهذه المعاني وتطبيقها، نصبح أكثر قربًا إلى الله تعالى ونحقق معنى الإسلام في حياتنا.
اترك تعليقاً