السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدمة
سورة الفلق، التي نزلت في المدينة المنورة، تُعد واحدة من سور الحماية والتحصين التي أنزلها الله سبحانه وتعالى لعباده. تحمل هذه السورة القصيرة معانٍ عظيمة للحماية من السحر والحسد وسائر الشرور التي قد تصيب الإنسان في حياته. في هذا المقال، سنسلط الضوء على سبب نزول سورة الفلق، معاني آياتها، فضلها، وبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تؤكد مكانتها في التحصين من الأذى.
سبب نزول سورة الفلق
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر على يد لبيد بن الأعصم اليهودي في المدينة. فجاء جبريل عليه السلام برقية النبي صلى الله عليه وسلم بسورتي الفلق والناس، حيث أبطلت السحر وشفي النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى.
قال تعالى:
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِمِنْ شَرِّ مَا خَلَقَوَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَوَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِوَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
[الفلق: 1-5].
شرح معاني آيات سورة الفلق
أعوذ: أي أستجير وأتحصن.
الفلق: أي الصبح.
من شر ما خلق: من حيوان وجماد.
غاسق إذا وقب: أي الليل إذا أظلم أو القمر إذا غاب.
النفاثات: أي السواحر اللاتي ينفثن.
في العقد: أي في العقد التي يعقدنها.
حاسد إذا حسد: أي إذا أظهر حسده وأعمله.
فضل سورة الفلق
سورة الفلق من أعظم سور القرآن الكريم في الحماية والتحصين، وقد وردت عدة أحاديث نبوية عن فضلها، منها:
1.سورة الفلق كوسيلة للشفاء والتحصين:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سُحِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى كانَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما يَفْعَلُهُ، حتَّى كانَ ذَاتَ يَومٍ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قالَ: أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما فيه شِفَائِي، أتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقالَ أحَدُهُما لِلْآخَرِ ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ، قالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قالَ لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قالَ: فِيما ذَا، قالَ: في مُشُطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قالَ فأيْنَ هُوَ؟ قالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إلَيْهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: نَخْلُهَا كَأنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلتُ اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقالَ: لَا، أمَّا أنَا فقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وخَشِيتُ أنْ يُثِيرَ ذلكَ علَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتِ البِئْرُ..)
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3268
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
2.الحماية من العين والحسد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ.
الراوي: أبو سعيد الخدري
المحدث: البغوي
المصدر: شرح السن
الصفحة أو الرقم: 3/181
خلاصة حكم المحدث: صحيح
التخريج: أخرجه الترمذي (972)، وابن ماجه (9523)، والنسائي في ((الكبرى)) (6/249) باختلاف يسير.
أذكار الصباح والمساء وسورة الفلق.
• قراءة سورة الفلق مع سورة الناس والإخلاص ثلاث مرات في الصباح والمساء تعد حصنًا للمسلم من الشرور.
• بعد كل صلاة، يُستحب قراءة المعوذتين للتحصين من الحسد والسحر.
الخاتمة
سورة الفلق سلاح قوي في أيدي المؤمنين للحماية من الشرور الظاهرة والخفية. اجعلوها جزءًا من أذكاركم اليومية ولا تغفلوا عن فضلها العظيم. فهي ليست مجرد كلمات، بل درع يحميك بإذن الله.
قد يعجبك أيضًا:
مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته
اترك تعليقاً