المقدمة

وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حال المؤمنين يوم القيامة، حيث يظهر نور أعمالهم على الصراط، ويضيء لهم طريق النجاة. كما يصور مصير المنافقين الذين يُحرمون من هذا النور بسبب نفاقهم وخداعهم. في هذه المقالة، نستعرض تفسير الآيات المتعلقة بنور المؤمنين والمنافقين، ونسلط الضوء على المواقف المشهودة في ذلك اليوم العظيم.

نور المؤمنين بين أيديهم وأيمانهم

يقول الله تعالى: “يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ” (الحديد: 12). هذا النور هو دليل المؤمنين إلى الجنة، ويكون على قدر أعمالهم الصالحة.

تفاوت الأنوار بين المؤمنين:

ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن المؤمنين يُعطون نورهم على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يكون نوره كالنخلة، ومنهم من يكون كالرجل القائم، وأقلهم نورًا من يكون نوره فوق إبهامه، يضيء أحيانًا ويُطفأ أحيانًا.

حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن، ومنهم من يكون نوره دون ذلك، حتى إن أقلهم نورًا لا يضيء إلا موضع قدميه”.

مصير المنافقين وظلمة أعمالهم

في المقابل، يصف الله حال المنافقين يوم القيامة في قوله: “يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ” (الحديد: 13).

طلب النور من المؤمنين:

المنافقون، الذين كان ظاهرهم الإيمان وباطنهم الكفر، يطلبون من المؤمنين أن ينتظروا ليقتبسوا من نورهم. فيُقال لهم: “ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا”، أي عودوا إلى الدنيا حيث كان يمكنكم العمل لتحصيل النور، وهو أمر مستحيل في الآخرة.

التمييز بين الفريقين:

يُضرب بين المؤمنين والمنافقين سورٌ له باب؛ داخله الرحمة وخارجه العذاب. باطن هذا السور هو الجنة وظاهره النار. يقول الكلبي: “هذا السور يفصل بين المؤمنين والمنافقين، فلا سبيل لهم إلى نور المؤمنين”.

الملائكة تبشر المؤمنين بالجنة

يقول الله تعالى: “بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ” (الحديد: 12). يتلقى المؤمنون البشرى من الملائكة بجنات الخلد، حيث يظهر فضل الله ورحمته على عباده الصالحين الذين استحقوا هذا الفوز العظيم.

بين الرحمة والعذاب: حقيقة السور العظيم.

أشار المفسرون إلى أن السور المذكور هو الحاجز الذي يفصل بين الجنة والنار. يقول الضحاك ومقاتل: “باطن السور في الجنة وظاهره في النار”. المنافقون يبقون في الظلام بسبب حرمانهم من النور، نتيجة نفاقهم وأعمالهم في الدنيا.

الخاتمة

يوم القيامة، تُفاضل الأنوار وفقًا لأعمال البشر، فالمؤمنون يضيء لهم نور إيمانهم، والمنافقون يُحرمون منه. هذا المشهد العظيم يجسد عدل الله ورحمته، ويحثنا على الاستقامة والعمل الصالح، لنكون من أصحاب النور الذين يُبشَّرون بجنات الخلد.

المصدر تفسيرة البغوي.

يمكنك قرائة هذه المقاله ايضًا:

مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته

سورة الاخلاص معانيها وفضلها العظيم